Nov 4, 2009

على حجر الحزب ..... الذي لا تجلس عليه اغلبية مصر

حفلت صحف الامس بكل ما لذ و طاب حول المؤتمر السنوي السادس للحزب الوطني . و كطبعنا نحن المصريين فان السخرية تبقى اشهر طرقنا للتعبير . اتضحت السخرية و الغضب في قراءة الصحافة "غير الحكومية" لحدث الحزب و الحكومة الجلل , وحاز خطاب احمد عز علي الكم الاوفر من الرفض الساخر للمصريين , و ربما تكون الصورة القاتمة لتاجر الحديد - كما وصفه عماد الدين حسين في جريدة الشروق - قد لعبت الدور الابرز في امتعاض المصريين من كل ما يقوله الرجل و بدت مناقشته عاطفية لحد بعيد , وهو وحده يسئل عن هذا لاننا لم نستطع تكوين اي شيء ملحوظ عن الرجل سوى مشاعر سلبية تماما ربما بوصفه الحالة الاكثر وضوحا في بعض الازمات التي عانى منها المصريون " ازمة حديد التسليح و ما نتج عنها" . المصريون لا يشعرون بمودة تجاه عز ليس لانه هو سبب الخراب بقدر ما انه الرمز او الجندي المتقدم لكل ما يمقته الشعب الغلبان . و كما يبدو لي فان الرجل لا يأبه او انه يتظاهر بذلك فلم يكلف نفسه عناء محاولة تغيير هذه الصورة و اكتفى باصراره على اداء دور غير مرحب به سوى في اروقة الحزب الحاكم حيث الجمهور اكثر تسامحا وتشابها و خوفا في بعض الحالات . و لاننا في بلد ديموقراطي اذا اعتبرنا ان ديموقراطية الصراخ شكل من اشكال الديموقراطية المطورة في مصر فاني املك - من القليل المسموح لي ان املكه - كامل الحق ان امارس حقي في السخرية و الصراخ .
في مؤتمراته السابقة اعتاد الحزب ان يفتح اعيننا علي الحقائق و الانجازات المشرقة للحزب - ومن لا يصدق فليذهب لمارينا - و تاتي احصاءات رائعة - لا يمكن تمييزها عن الاصلي - و التي لو صدق نصفها لكنا اسعد حالا , الا ان حالة الانفصال عن الواقع المصري و التي يعيشها الحزب الحزب و رجال اعماله قد تجعل من العسير عليهم حل لغز "لماذا يثير كشف حساب الحزب السنوي الضحك لدرجة الدموع عند المصريين و شبابهم بالاخص ؟؟" و للتسهيل فان الاجابة بان السبب هو انه شعب " مش متربي" لا يعرف ان يميز بين الكلام "الجد خالص" و النكت او لانه شعب جاحد و متشائم بطبعه و ناكر للجميل و غير مستحق للحسنة الاجابات السالفة خاطئة .
فبينما يعاملنا الحزب الوطني بمنطق اننا هنود عميان -مع احترامي للهنود وكفيفي البصر طبعا - و الحزب وحده يرى فلا اعرف كيف يمكن تبرير حالة التضخم الاقتصادي الصعبة او البطالة او توحش القطاع الخاص او تغول رجال الاعمال او ضعف الحياة السياسية او تدهور وضع حقوق الانسان ...الخ الخ الخ , ثقوب كبيرة و كثيرة يعجز جلباب الحزب المبهرج ان يغطيها , عورات مفضوحة لكل الدنيا يصعب علي ورقة التوت السحرية للحزب و رجاله و حكومته سترها .
و لاني لا احب ان يصنفني الحزب - واياك وان يصنفك الحزب وحكومته - باني مصري متشائم سليط اللسان لا يستمتع و لا يترك يعطي فرصه لغيره ان يتمتع بنعم الحزب المحبوب لاني في الاخر اعلم ان النقد الدائم لقيادات الوطن مضر و مؤذي للغاية , و قد يصل بالكثيرين منهم في لقاءتهم الابوية في و سائل الاعلام ان يخاطبوننا بصيغة الواقع المعاش ...نحن و انتم , و هو الواقع الملفت للنظر .
اخيرا على الحزب و مفجر ثورته الاتجاه الى الدائرة الاضيق اولا لاصلاحها الا و هي الحياة السياسية و الحزبية المحيطة . و هي ربما تكون الاسهل في تغييرها عن تغيير راي المصريين نظام عمره من عمر امثالي و افساح المجال للمنابر الاخرى الجادة و التي لا يزال يعنيها حال المصريين . كما ارجو ايضا جعل الدخول لمارينا بتاشيرة و تشديد اجراءات الحصول علي هذه التاشيرة للحد المستحيل لرجال الدولة و الحزب كما تفعل سفارة الولايات المتحدة او استراليا او ايا يكن و هو ما سيساهم في رأيي في تسهيل معايشة احوال المصريين هنا في ارض الوطن و شكرا القاهرة في الاربعاء 4 نوفمبر 2009

No comments:

Post a Comment